المسرح الإرشادي الجوال

لمحة عن المسرح الجوال

“الإرشاد الزراعي” و”المسرح الجوال” هما تعبيران مفتوحان لجملة واسعة من النفسيرات. ومع هذا فهناك قاسم مشترك بينهما: لأن كل منهما يقوم على عنصرين أساسيين، أي: المرسل والمتلقي أو الممثلون والجماهير. ويمكن لكل من هذين العنصرين أن يحل محل الآخر، كأن يقوم المرسل أو الممثل بدور المتلقي أو الجمهور أو بالعكس. وقد أصبح أمراً عادياً أن يقال اليوم أن الإرشاد الجيد هو الإرشاد ذو الاتجاهين، أو أن نسمع عن المسرح التفاعلي.

إن الجديد في هذه المقارنة هو ظهور اسم جديد يجمع بين التعبيرين أي “المسرح الإرشادي”

إن أول تجربة في هذا المجال جرت في سورية عام 1986. من حينها أصبح المسرح الإرشادي حقيقة واقعة، وظاهرة منتشرة تستعمل ضمن النشاطات الإرشادية لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي. وكانت المدارس وساحات القرى والمراكز الثقافية والوحدات الإرشادية إلخ تشكل المسارح المختارة لعروض الفرقة.

أما مواضيع العروض فكانت تدور حول المشاكل الزراعية التي يعاني منها المزارعون على الأصعدة الزراعية والاجتماعية بل والبيئية وتتأثر بها محاصيلهم وثروتهم الحيوانية.

لقد تبنت مديرية الإرشاد الزراعي تقنية المسرح الزراعي الجوال حالما أثبتت هذه التجربة فعاليتها كطريقة قليلة التكاليف وعظيمة الأثر.

ومن حينها عملت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي على دعم هذا النشاط التجديدي الجديد وأرست له القواعد الإدارية والتنظيمية الملائمة وبشكل يتمكن معه هذا النشاط الناشيء من تأدية دوره على الوجه المطلوب.

وهكذا حقق المسرح الإرشادي الجوال سمعة تخطت حدود سورية لتصل إلى العديد من الدول العربية، بل وإلى كثير من المحافل الدولية.

وقد دعمت المنظمات الشعبية في سورية مثل الاتحاد العام النسائي واتحاد الفلاحين هذه التجربة، وتعاونت في تنفيذ العروض.

لقد تمت دعوة الفرقة لتقديم عروض في بلدان عربية مختلفة مثل الأردن والسودان. كما أنها لبت دعوات كثير من المنظمات الدولية فقدمت عروضاً لصالح منظمات مثل إيكاردا وأكساد واليونيسيف وصندوق السكان العالمي والابيجري وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

واستفادت بالطبع كل مشاريع ايفاد في سورية من عروض الفرقة. خاصة وأن وثائق هذه المشاريع تضمنت مكونات خاصة بالمسرح الإرشادي.

لقد رسخ المسرح الإرشادي في سورية اعتباره، حتى أنه يصعب اليوم أن تتخيل النشاطات الإرشادية تنفذ بدون هذه المسرحيات التي تقدم في قرى الريف السورية ولدى التجمعات البدوية في البادية السورية. وتغطي المسرحيات معظم – إن لم نقل كل – المشاكل التي تؤثر بالمحاصيل وبالماشية بل وبصحة صغار المزارعين وفقراء البدو وبالنواحي الاجتماعية التي تهمهم.